top of page
بحث

مرض الجدري – Фэрэкӏ

  • Dr Ali M. Kasht
  • 24 يونيو
  • 2 دقيقة قراءة
"...كم ندين لتلك المرأة الشركسية، التي كانت أول من في العالم سعى إلى حماية جمالها أو جمال بناتها، فلجأت إلى التلقيح ضد الجدري! لقد أنقذ لقاح الجدري عددًا لا يُحصى من الأطفال من براثن الموت! لم يحظَ أي مؤسس لطائفة رهبانية بشكر البشرية وامتنانها كما حظيت به هذه المرأة بفعل ما قدّمته من خير..." — ك. هلفيتيوس

مرض الجدري – Фэрэкӏ (باللغة الشركسية)

يُعرف هذا المرض منذ العصور القديمة، وقد كان لدى الشركس (الأديغه) مصطلح لغوي راسخ للتعبير عن تأثيره، هو:"Фэрэкӏ "، ويعني: وجه مشوّه بفعل الجدري.لقد عرف الشراكسة، عبر التاريخ، وسائل للوقاية من الجدري، المرض الذي حصد أرواح مئات الآلاف في شعوب وقارات عدة. وقد نقل الجاسوس الفرنسي في بلاط الملك السويدي كارل الثاني عشر، أوبري دو لا موترَي، أثناء زيارته للشركس عام 1711، وصفًا دقيقًا لأسلوبهم في تلقيح الأطفال ضد الجدري:

"كلما تقدّمت في الجبال، وجدت الشركس أكثر جمالًا،" كتب يقول، ولم أرَ أحدًا يحمل آثار الجدري على وجهه. فخطر لي أن أسأل إن كان لديهم سرٌّ يحميهم من هذا العدوّ الذي شوّه وجوه شعوب كثيرة. فأجابوني بالإيجاب، وأوضحوا أن وسيلتهم هي التلقيح عن طريق العدوى المتعمدة، حيث يؤخذ القيح من مصاب ويُخلط بدم المتلقي، ثم يُدخل في جسمه بإبرة، وفي قرية تُدعى دِغلياد، سنحت لي الفرصة لأشهد عملية التلقيح. كانت الفتاة التي خضعت للتطعيم تبلغ أربع أو خمس سنوات، أعطيت أولًا مُلينًا خفيفًا، أُعدّ من أوراق نبتة لسان الثور المجففة والمغلية مع الجذور والعسل. ثم قُدّمت إلى طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، كان قد أُصيب مؤخرًا بالجدري، وبدأت بثوره بالتحول إلى قروح صديدية. تولّت امرأة مسنّة العملية، فربطت ثلاث إبر معًا، وغرزتها برفق في خمسة مواضع حتى خرج الدم: أسفل الصدر، فوق القلب، السرة، راحة اليد اليمنى، وكاحل القدم اليسرى. ثم خلطت الصديد الخارج من بثور الطفل المصاب بدم الفتاة، وضعت على أماكن الجروح أوراق لسان الثور المجففة، ثم غطّتها بجلدين من جلود حملان حديثة الولادة. ولفّتها والدتها بغطاء جلدي، وأبقوها دافئة. ولم تُطعَم الفتاة سوى عصيدة مصنوعة من دقيق الكمّون، ممزوجة بنسبة ثلث حليب غنم إلى ثلثين ماء، أما الشراب فكان شايًا باردًا مصنوعًا من لسان الثور، العرقسوس، ونبات الحمّاض، وهي نباتات منتشرة في تلك البلاد."

(عن رواية أوبري دو لا موترَي، عام 1711)

الدكتور علي كشت

 
 
 

Comentarios


Ya no es posible comentar esta entrada. Contacta al propietario del sitio para obtener más información.

نموذج اشتراك

اشترك ليصلك كل جديد!

  • Facebook
  • Instagram
  • YouTube

©2024 by Dr Ali Kasht official website.

bottom of page