بوغورتوقوة ماخوش
- Dr Ali M. Kasht
- 28 يونيو
- 2 دقيقة قراءة
بوغورتوقوة ماخوش (1820–1864): آخر حارس منطقة كراسنايا بوليانا التل الاحمر قوابيده къуэбыдэ باللغة الشركسية اتقوادج 1аткъуадж.
1. الولادة في ظل الحرب
وُلد بوغورتوقوة ماخوش في عام 1820 في أعالي نهر بشيخا، ضمن أسرة زعيم قبيلة ماخوش . لقبه – الذي يعني "الذي لا يتزعزع" – كان نبوءة مبكرة بمصيره. تلقى تربية عسكرية مبكرة: في سن السابعة امتطى جواده الأول، وفي الثانية عشرة حمل سيفه الأول متسلحًا بشعار: "لا تطلق النار إلا إلى الأمام!"
2. المعركة في وادي كيشا (1848)
في عام 1848، قاد بوغورتوقوة ماخوش ستين فارساً في هجوم مباغت على فرقة قوزاقية في وادي كيشا، أنقذ خلاله مجموعة من النساء الشركسيات الأسيرات. وُصف في تقرير روسي:
"رشيق كوشق!" – تعبير يُطلق عادة على الفهد في سرعته ومهارته.
(انظر: تقرير عسكري، أرشيف РГВИА).
3. دفاع خادجوه (1859)
في معركة دفاعية حاسمة عام 1859، استخدم بوغورتوقوة ماخوش التضاريس الجبلية لصالحه، حيث دحرج رجاله الصخور وأشعلوا الأشجار لإغلاق الوادي أمام القوات الروسية. قال الجنود الروس في تقاريرهم:
"الشركس يصرخون ’ماخوش!‘ ويلقون علينا نار الجحيم!"
رُصدت مكافأة مقدارها ألف روبل ذهبي مقابل رأسه – دلالة على أهميته وخطورته.
4. كباده: المعركة الأخيرة (1864)
في 21 مايو/أيار 1864، وهو اليوم الذي يُعد رمزياً لنهاية الحرب الروسية–الشركسية، قاد بوغورتوقوة ماخوش ثلاثمئة مقاتل شركسي لمواجهة ثلاثة آلاف جندي روسي في موقع كباده (قرب سوتشي الحالية). في لحظة رمزية، ألقى برايته في النار وهو يصيح:
"ليكن رماداً، لا عاراً!"
قُتل على مقربة من النار، ووجدت في جيبه ورقة كتب فيها:
"يا أبناء شركيسيا، نحن لم ننحنِ."
5. التوثيق التاريخي
الجنرال بيوتر خرستوفوروفِتش غرابّي كتب في تقريره المؤرخ بـ25 أيار 1864:
«قُتل قائد الشركس بوغورتوقوة ماخوش بعد رفضه الاستسلام، وأُمر بدفنه دون ضجة.»
(РГВИА، ف.846، قائمة 16، ملف 112، ورقة 33).
الجنرال ڤ.أ. هايمان أمر في اليوم التالي بمنع ذكر الحادثة:
«يجب حذف إشارات حرق الراية من التقارير حتى لا تتحول إلى أسطورة.»
(РГВИА، ف.13454، ق.15، م.291، و.5).
الشيخ قازي برزج كتب من مخيم اللاجئين في تركيا:
«حين لم يعد بوغورتوقو قادراً على حماية شعبه، سلّمه للنار، لا للعار.»
(أرشيف عائلة بيرزوف، دوزجه، تركيا؛ نُشر في "أرشيف شركيسيا"، إسطنبول، 2010).
الإثنوغرافي تسِب تيَوتشِج سجّل رثاء زوجته عام 1890:
«سيفك شق الظلام، لكنه لم يفلح في قطع أجنحة الموت…»
القنصل البريطاني د. لونغوورث كتب في تقريره: «الشركس يعتبرونه شهيداً، بينما الروس يحاولون إخفاء القصة.»
(The National Archives UK, FO 881/1382, p.44).
الضابط البولندي تيودور لابينسكي كتب في يومياته (1864) «بوغورتوقو أحرق رايته وقال: ’فليكن رماداً، لا عاراً!‘»
(Lapinski T., Die Bergvölker des Kaukasus, Hamburg, 1865, p.211).
الدكتور علي كشت
Comments