top of page
بحث

مجلس العلاقات بين القوميات/الاعراق في روسيا الاتحادية

Dr Ali M. Kasht

يعتبر مجلس العلاقات بين القوميات (الاعراق) في روسيا الاتحادية احد المجالس الاستشارية ال ١٦ التي تساهم في تقديم المشورة و الاقتراحات لصانع القرار في الكرملين،

تم تشكيل المجلس لتطوير سياسة الدولة في مجال العلاقات بين العرقيات او القوميات وهو هيئة استشارية تحت إشراف الرئيس الروسي فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين ، وتم تشكيله لضمان تحقيق الهدف الأهم وهو "التنسيق بين الهيئات الحكومية الفيدرالية والهيئات الحكومية للكيانات المكونة للاتحاد الروسي والحكومات المحلية والجمعيات العامة والمنظمات العلمية وغيرها عند النظر في القضايا المتعلقة بتنفيذ السياسة الوطنية للدولة روسيا الاتحادية"، وتتمثل المهام الرئيسية للمجلس بما يلي:

- النظر في الأسس والأهداف والغايات المتعلقة بالسياسة الوطنية للدولة، وتحديد أساليب وأشكال ومراحل تنفيذها.

- مناقشة كيفية تنفيذ السياسة الوطنية للدولة؛ وإعداد المقترحات المقدمة إلى الرئيس لتحديد المجالات ذات الأولوية في السياسة الوطنية للدولة في الاتحاد الروسي.

ما يميز مجلس العلاقات بين القوميات هو أنه يضم رئيس الجمعية الشركسية العالمية السيد حاوتي سخروقوه تحت اسم "رئيس اتحاد الجمعيات العامة "الرابطة الشركسية العالمية لوحدة الشعب الشركسي وتنمية العلاقات بين الشتات الشركسي ووطنهم التاريخي" ويمكن الاستدلال على أهمية الموقع التي يمثله العضو في هذا المجلس من خلال هذا المسمى الذي يشغله ، أن وجود حضور شركسي ضمن المجلس المذكور يشير إلى الدور الهام الذي تمكن الشراكسة في تشكيله داخل منظومة الدولة الروسية رغم العلاقة التاريخية المعقدة معها على مر العصور الماضية، وهو الأمر الذي يسمح بالتفكير في كيفية الاستفادة من خلال وجود عضوية شركسية في هذا المجلس خاصة فيما يتعلق بموضوع العودة كون هذا المجلس يضم على سبيل المثال بعضويته الرئيس الروسي في حد ذاته و رئيس الإدارة الرئيسية لقضايا الهجرة بوزارة الداخلية الروسية وغيرهم، أن أحد الأهداف الرئيسية للمجلس هو كما ذكر سابقا "ضمان التنسيق بين الهيئات الحكومية الفيدرالية والهيئات الحكومية التابعة للكيانات المكونة للدولة والحكومات المحلية والجمعيات العامة والمنظمات العلمية وغيرها بشأن قضايا العلاقات بين الأعراق"، وهذا الهدف يؤكد على طرح المشاكل و المطالب المتعلقة بهذه القوميات وبالنسبة للشعب الشركسي فإن ادراك المشكلة الديمغرافية في روسيا الاتحادية و تقديمه نفسه كجزء من هذه المعالجة كونه يحاول الحفاظ على وجوده فإن مشروع العودة الشركسية اذا ما نظر اليه من هذه الناحية سيشكل خطة استراتيجية للدولة الروسية خاصة ان المجلس يضم مجموعة من اللجان القادرة فعلا على طرح مثل هذه المشاريع بل و معالجة بعض الاشكاليات التي يعاني منها الشعب الشركسي وابرزها ما يلي:

١- (لجنة قضايا الهجرة والتكيف الاجتماعي والثقافي للمواطنين الأجانب) والمعنية كما ذكر في معالجة الإشكالية الديمغرافية، حيث يعطي القرار رقم ٦٩٠ الفيدرالي المتعلق بعودة شراكسة كوسوفو إلى جمهورية الاديغية الصادر عام ١٩٩٨ ، ارضية ممتازة للانطلاق في وضع مشروع عودة للشراكسة تحت رعاية الدولة الروسية نفسها.

٢- لجنة (تحسين التشريعات وتطبيق القانون) ولجنة (مراقبة وحل حالات الصراع في مجال العلاقات بين الأعراق)والتي من الممكن أن تجد صيغة توافقية للعمل على تطبيق قرارات البرلمانات الشركسية رقم ٩٧٧ لسنة ١٩٩٢ الصادر عن برلمان جمهورية القبرديه و قرار ٦٤-١ لسنة ١٩٩٦ الصادر عن برلمان جمهورية الاديغية بخصوص الاعتراف بالابادة الجماعية والتهجير القسري لابناء الشعب الشركسي والمطالبة باتخاذ الاجراءات اللازمة لمعالجة الاثار المدمرة لهذه الاحداث الماساوية، وإعادة تفعيل المادة العاشرة من دستور جمهورية

الاديغية والمتعلق بمنح الجنسية لاحفاد المهجرين الشراكسة ،

٣- لجنة (الحفاظ على التنوع الثقافي واللغوي للأمم وتنميتها) و (لجنة التعليم والتعليم التاريخي)، حيث يشكل المجلس نفسه فرصة حقيقية تتعلق بتوثيق التاريخ الشركسي والحفاظ و تطوير اللغة الشركسية من خلال هذه اللجان علما بان من احدى اهدافه العمل من خلال الطرق المنصوص عليها القيام بالدراسات و الابحاث والتحليل والخبرة في مجال العلاقات بين الأعراق بالتعاون مع المنظمات العلمية والعلماء والمتخصصين، بل والتعاقد مع الباحثين اللازمين لذلك.

ومن خلال ما سبق فإن القدرة على معرفة النظام السياسي الداخلي لروسيا الاتحادية و محاولة الدفع نحو تحريكه باتجاه تحقيق مكاسب للقضية الشركسية هو التحرك الأكثر واقعيا و منطقيا حاليا في ظل النظام الدولي الحالي الذي اثبت في قضايا أخرى عجزه و قصوره عن تحقيق العدالة للكثير من الشعوب وان المراهنة على خلق حالة من العداء الاعمى للدولة الروسية بغية محاولة الحصول على دعم غربي هو رهان اثبت لغاية الان فشله بصورة واضحة ودعونا نتذكر بان مؤسسة جيمس تاون الامريكية من خلال دوريتها EURASIA DAILY MONITOR لم تنشر خلال شهر ايار الماضي من العام ٢٠٢٤ و هو شهر هام في الأجندة الشركسية اي مقال يتعلق بالموضوع بالشركسي بعكس ما كانت معتادة عليه سابقا، مما يدعو إلى إعادة الحسابات و محاولة البحث عن إعادة ترتيب تلك العلاقة التاريخية المعقدة بين الدولة الروسية و الشعب الشركسي بشكل واقعي و منطقي و تأكيد على ما جاء في رسالة الرئيس الراحل بوريس يلتسن في العام ١٩٩٤ بمناسبة يوم الحداد الشركسي "ان المشاكل التي وصلتنا كنتيجة للحرب القفقاسية وعلى الاخص مشكلة عودة احفاد القفقاسيين المهاجرين الى الوطن التاريخي يجب ان تحل على المستوى الدولي بطريق المحادثات باشتراك كل الجهات المهتمة، في وعينا ان القفقاس وروسيا اصبحا مفهومين مترابطين بشدة ولا يمكن تصور احدهما دون الآخر" .

الدكتور علي كشت


 
 
 

Comments


نموذج اشتراك

اشترك ليصلك كل جديد!

  • Facebook
  • Instagram
  • YouTube

©2024 by Dr Ali Kasht official website.

bottom of page