تحت عنوان: بأسم الشرطة السرية السوفيتية
- Dr Ali M. Kasht
- 8 مايو 2020
- 3 دقائق قراءة
تحتفل روسيا الاتحادية بذكرى الانتصار في الحرب الوطنية العظمى اي الحرب العالمية الثانية و تستغل جميع القوميات المشكلة لدولة روسيا الاتحادية هذه المناسبة لاستعراض بطولاتها و تاكيد مشاركتها في هذا النصر للحفاظ او المطالبة بمكتسبات سياسية داخل هذا النظام المعقد الذي يرتكز اليوم على فكر القائد المستني.
في هذه الايام الحالية تم تداول فيديو يتحدث عن القومية القرشاي و البلقار من شاهده يؤكد انه عملية سرقة ممنهجة للتاريخ و التراث الشركسي و كالعادة تحت إشراف بعض النخب السياسية في موسكو التي ترى ان هذه القومية الطورانية الاداة المثلى في كبح جماح اي تطلعات قومية شركسية انطلاقا من القاعدة التي تقول ان فاقد الشيء لا يعطيه فإن قومية القرشاي بلقار تقبل باي شيء يقدم لها المهم ان تستمر في دور الاداة المطيعة لتلك النخب التي لا تريد من الشعوب الاصلية ذات التاريخ و الحضارة ان تتقدم و تزدهر ان تتحكم بها بحجة حماية هذه الاداة و ان تبقى في صراع لا قيمة له مع هذه الادوات.
تحقق هذه القومية من القرشاي و البلقار النجاح بسبب غياب خطاب سياسي شركسي قومي يتبنى اظهار الدور الشركسي الواضح في بناء الدولة الروسية بحد ذاتها و يعمل الى خلق المبادرة من قبله و الانتقال إلى موقع المهاجم بدلا من احتواء الافعال و تلقي الضربات.
و الى ان يشتد عود هذا التيار القومي الشركسي فإنه من المناسب حاليا تعكير صفو الاكاذيب و التزوير المستخدم ضد التاريخ الشركسي بالاشارة الى بعض الحقائق التاريخية ذات المضامين السياسية مثل
كتاب للمؤلفين اندريه بوبوتكو و يوري خريستنين بعنوان (بأسم الشرطة السرية السوفيتية) الصادر عام 1988 في مدينة ستافربول و هو كتاب يحتوي على وثائق رسمية سوفيتية حقيقية تتحدث عن نضال الشرطة السرية السوفيتية ضد أعداء الاتحاد السوفيتي في سنوات ما بعد الثورة ومع خونة الوطن الأم ، أتباع هتلر خلال الحرب الوطنية العظمى.
يتحدث الكتاب بتفاصيل دقيقة حول شخصيات و احداث هامة منها ما يسمى خيانة قومية القرشاي بلقار للام روسيا يشير الكتاب صراحة الى استقبال القرشاي و البلقار القوات الالمانية النازية في مدينة كيسلافودسك /نارت سانه عام 1942 و بالاسماء (لاحظ درجة الدقة و للتوثيق كون الكتاب اعتمد على تقارير استخبارية كتبت و وثقت انذاك) و استقبالهم بالتحية النازية هايل هتلر و تقديم الهدايا للجنرالات النازيين منها إعطاء هدية عبارة عن حصان الى هتلر شخصيا من قبل القرشاي و البلقر اضافة الى كتاب /مجلد كتب عليه عبارة الى الزعيم العظيم للشعب الألماني أدولف هتلر من شعب كاراشاي".
وأعلنت ما سميت لجنة القرشاي الوطنية عن استقلالها عن الاتحاد السوفييتي بهدف انتقام القرشاي والبلقر من القبردي والتخلص من الحكم السوفيتي في آن واحد ، وتم التوقيع على اتفاقية بين اللجنة الوطنية للقرشاي وقادة الجيش الألماني تنص على قيام دولة القرشاي والبلقر تحت حماية الدولة الألمانية النازية على أراضي الشراكسة ، بعدها تم اصدار بيان اهم ما جاء فيه كان " بعد تحرير أراضي قرشا والبلقر بمساعدة الجيش الألماني الذي لا يقهر ، شعوب قرشاي والبلقر ، التي لديها وطن واحد ، لغة واحدة ، نفس العادات والأخلاق ، وطريقة حياة ، تعلن رغبتها في إعادة الاتحاد في كيان سياسي واحد تحت الحماية الشعب الألماني العظيم " بل قامت هذه اللجنة بتجنيد عدد من ابناء القرشاي والبلقر في مجموعات عسكرية هاجمت قطاعات جيش الاحمر وفرق الفرسان الشركسية المناوئة للاحتلال النازي و انتهى العرض بالرقص و الغناء من قبل أبناء قومية القرشاي بلقار و استعراض لهم أمام صورة هتلر و تم اصدار صحيفة آنذاك قامت بتوثيق اعلان جمهورية قرشاي بلقار تحت الحكم النازي و قدم الكتاب اعلاه صورة عنها.
اليوم نحن بحاجة إلى من يهمس باذن صانع القرار في موسكو و يقوم باهدائه نسخة من هذا الكتاب الموثق مع شرح وافي عن الدور الشركسي البطولي في التصدي للغزاة النازيين (الفرقة 115 في القبرديه و ضمت قرابة الثلاثون ألف فارس و فرقة الفرسان الخيالة في الاديغية و ضمت 12 ألف فارس)و مقولة ستالين ان القفقاس دون الشراكسة ليست القفقاس و تذكيره بان هذا الفرق بين الشراكسة و غيرهم و ان الاستمرار في الرهان على الحصان الخاسر سيؤدي الى نتائج لا تخدم تطور و تقدم دولة روسيا الاتحادية بل قد يفسر البعض رهانها على هذه القوميات بانها معادية للسامية و هو ما لا تريد ابدا ان تقع تحت نيره.
الدكتور علي محمد كشت
ملاحظة: هذا المنشور ليس تحريض ضد احد بقدر ما هو إعطاء مثال لأبناء شعبنا بالتوقف عن الشكوى فقط و الانتقال إلى الفعل و الفيديو المرفق هو لفرقة 115 الشركسية
Comments